Friday, February 1, 2013

دميتي (قصة قصيرة)

المريض: أنظر الي ... ليس من وجهه نظر الطبيب النفسي بل الصديق . أنا انسان طبيعي, متفوق بدراستي , جيد في التعامل مع الأهل و الأصدقاء و أشارك في كل ما يفيد
مجتمعي. أعيش وحدي في منزل صغير فقد قتل أبي و أمي منذ زمن لا أتذكره
حسنا ما رأيك بي؟ أنا شخص طبيعي ظاهريا أليس كذلك؟
تحدث المريض بطريقة طبيعية و لكن هناك نبرة في صوته غريبة نوعا ما.
الطبيب: نعم هذا من الواضح و لكن أنا أعلم أن في داخل كل انسان أسرار و أفكار لا يعلمها أقرب الناس اليه , فحدثني عما بالداخل و ليس الظاهر.

المريض: هذا ما أقصده ..ما بداخلي. فأنا ما ان اعود الى بيتي حتى أجلب الدمى الخاصة بي و أتحدث معهم بل و أسميتهم جميعا نفس الأسم "V"
كل أسبوع أجلب دمية جديدة بنفس المواصفات ثم أقتلع رأسها و أحتفظ بها فقط ,فعندي الان مجموعة من الرؤوس الجميلة
أحكي لهم ما حدث بيومي , ما أسعدني و ما ضايقني , نلعب و نشاهد التلفاز سويا لا أستطيع العيش بدونهم !ماذا أفعل الان؟
الطبيب: هذه الدمى هي" comfort objects" بمعنى انك ما ان تيتعد عن الناس حتى تشعر بالخوف و تلك الدمى تمنحك الامان نوعا ما .

الطبيب: قل لي , من اين تبتاعهم؟

المريض: انا لا ابتاعهم , أنا أجلبهم من الشارع انهم  متوافرون بكثرة و مجانا! أتريد ان تعرف كيف أصنعهم؟

الطبيب: لا يهم. الوقت تأخر , تعال غدا في التاسعة لنبدأ جلستنا العلاجية.

المريض: أنت حقا لا تريد أن تعرف كيف أصنعهم ؟ اذن كيف ستعالجني؟ أنا غاضب .. أنا حقا غاضب
تقلصت عضلات المريض من الغضب و أحس الطبيب أنه سينفجر فقال ليهدىء من الموقف مالك يا صديقي؟ لا بأس فنحن سنستكمل حديثنا غدا!

فقال المريض: لا حديث بعد اليوم .. أتعلم؟ أنت تشبه الدمى خاصتي كثيرا ! نفس الشعر الأسود و العيون الزرقاء! أظن أني لا أريد هذا العلاج من الان فها هي دمية جديدة
في انتظاري!
أخرج المريض سكينا من جيبه و .. و أنت تعلم الباقي!