Thursday, August 16, 2012

My first short story


في شارع هادىء بجوار المنطقة التي يسكن فيها صاحبا اسماعيل أخذ يسير غارقا في أفكاره , سارحا في المبانيالمختلفة فهذا منزل يتدلل من شرفته الغسيل الذي يزعج المارة –و هم قليلون-بقطرات الماء و هذا منزل يجلس اصحابه في الشرفة يتحدثون و يضحكون بصوت عال و لكن اسماعيل لم يكن يلحظ أي من هذا أو ذاك فيكفيه ما كان يدور برأسه كالسيارة في حلبة السباق فقد كشف أبيه أمره و علم أن أبنه اسماعيل الذي لم يتجاوز الثامنة عشر يدخن السجائر و ليس من الغريب اليوم ان يكون رد فعل الأهل هادىء و لو اصابهم الغضب في بادىء الأمر  فالسجائر الآن خيار امام الناس جميعا و لك أنت الأختيار  اما ان تعيش حياة صحية نفسيا و جسديا أو أن تملأ صدرك بالدخان ثم تخرجه بفخر و أنت غافلا –أو ليس غافلا- عن أضرارها . و لك أن تسأل الآن لماذا اسماعيل مكتئبا و قد أثر في نفسيته معرفة الأهل مع انهم تركوا له حق الأختيار  ذلك لأنه حي الضمير و يعرف عند أهله جميعا بالالتزام و حسن الخلق , هو لا يدري أهو حزينا لحزن أبويه أم لاهتزاز صورته أمام الناس , كان يشعر تارة بالندم و الاستعداد للأقلاع عنها و تارة بالتمرد و أنه الان و هو شاب لا سلطة لأحد عليه و يجب ان يفعل ما يحلو له .
أما الأهل فشعروا بالشفقة و الحزن  استسلموا للواقع لأنه من الصعب ان يتغير بعد ان علموا انه يواظب عليها منذ سنة أو يزيد

في النهاية و بعد بضع ساعات أكتفى اسماعيل بالانفراد بنفسه و قررالعودة الي البيت و أسرع الى غرفته و أرصدها   فلم يكن قد تكلم معهم عن الأمر كان يخشى مواجهتهم و فضل الأبتعاد و لكن الى متى يظل مبتعدا؟
مرت الأيام و الأشهر على هذا الحال و اصبح قليلا ما يتحدث مع أهله في أي من اموره اليومية  ثم لا أدري ماذا حدث بعد ذلك أظن ان الله هداه الى التخلص من أمرين:  السلبية التي أصابت شخصيته كمرض يصيب الانسان و لكنه عزم ان يشفى من هذا المرض فبدأ بالتكلم مع ابويه عن يومه في الجامعة , كيف كان الطريق و الزحام , ما اذا ارادوا شيئا يأتي لهم به و هو في طريق العودة 
كان يشعر بالاحتياط و الحذر في التحدث و لكنه أجبر نفسه علي فعل ذلك لارضائهم ثم أصبحت هذه عادة لارضاء نفسه ايضا!  .. تفاجأ الأبوين و لكنها كانت مفاجأه سارة و بعد ذلك وجد  
تلقائيا نفسه تتحدث اليهم عن مشكلة السجائر و كيف انه يود التخلص منها , تلقي الابوين ذلك بأبتسامة و أمل ,عملوا على تشجيعه و مساعدته يا الهي لم يكن يتخيل انهم باستطاعتهم معاونته بهذا القدر ! ها هو الآن لم تعد علبة السجائر في جيبه , لم تعد رائحة ملابسه كريهة , لم تعد تتملكه العصبية على أمور تافهة , لم يعد يبذر امواله ,لم يعد هذا الشخص القديم البغيض!

No comments:

Post a Comment